تعقيبا على إلصاق الضعف بأقرب راو

الحمد لله رب العالمين و به نستعين و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله أما بعد..
ففى الجلسة أو المناظرة كما سُميت بين الشيخ أبى قتادة عمر بن محمود و الدكتور خالد الحايك نوقشت نقاط عديدة و يهمنى التعليق على نقطة و سقطة..بل ليست سقطة هى منهجية عند د خالد فقد نص عليها متعجبا من خلافها و هى كلامه أنه ينظر للإسناد من جهة المصنف فلو وجد ضعيفا انتهى الأمر و لا يحتاج أن يكمل . و أيضا كلامه أن الوقوف على أول ضعيف من جهة المصنف يجعلنا نلصق التضعيف به لا بغيره فى الإسناد و لو كان أضعف و أقسم هو بالله أنه لا يعرف هذا المنهج "منهج إلصاق ضعف الحديث بأضعف راو فى الإسناد" و أنه ليس له أدلة فى قديم و لا حديث...و عليه التوبة من هذا القسم....
بداية.. إنا لله و إنا إليه راجعون 
**و أقول مستعينا بالله....... لو وجدنا متنا شديد النكارة ..لو وجدنا متنا تظهر عليه أمارات الوضع ...و وجدنا أول راو من جهة المصنف ضعيفا ضعفا يسيرا و بعده أو بعد من بعده وجدنا راويا كذابا أو متهما أو مشهورا بالمناكير فبمن نلصق الحديث ...أبالأول؟؟ هل هذا يقوله أحد
هل نلصق الكذب براو لم يتهم بالكذب و لا فحش الخطأ و لا بالنكارات و نترك كذابا و متهما و و
*أظن هذه وحدها تكفى لحسم هذه الفكرة غير الصائبة التى قالها و التى لا علاقة لها بعلم الحديث
لكن نكمل...
أنا مع منهج المتقدمين و تدقيقهم و تفصيلهم لا مع منهج "المتأخرين أو المتساهلين أو أي صفة  يوصفون بها" و منهج المتقدمين مع عدم توسعه فيما اصطلح عليه بالحسن لغيره فلا يعنى هذا غلق الباب و على الأقل التفرقة بين ما يصلح للاعتبار و ما قد يستخدم فقها مع عوامل أخرى و بين حديث ساقط سندا فلا ينظر فيه و لا له
فكيف سنعرف هذا لو وقفنا عند أول ضعيف؟
و هل يستوى ما فيه ضعيف واحد و ما فيه ثلاثة ضعفاء؟  أو ضعيف ثم كذاب تلاه؟
*هذه الثانية ثم الثالثة
نتكلم عن منهج المتقدمين فننبه أن قاعدة النظر للإسناد من جهة المصنف ليست من عندهم فهم ما كانوا ينظرون للإسناد هكذا بل هم كانوا يحفظون الأسانيد و يعرفون الرواة و يسمعون الإسناد فيشيرون لعلته الإسنادية لو وُجدت و يعرفون و ينصون أن الخطأ و الحمل و العهدة على و من فلان...فلم يكونوا يكتبونه أمامهم و يأتون بالكتب و يفحصونه راويا راويا كما تفعل الأجيال المتأخرة "و لا تملك غير هذا" و هذا من أصول الفروق بين الأئمة و من بعدهم و من دلائل التسليم لهم.
*ثم لننظر أمثلة على إلصاق العهدة بالضعف بغير أول راو من جهة المصنف هدما عمليا لهذه القاعدة التى ليست قاعدة ...
**فى لسان الميزان قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله فى ترجمة إدريس بن يزيد اللخمي .....
وذكره أبو عبد الله بن منده في تاريخه فقال تفرد عن أحمد بن عبد العزيز بخبر. قلت كان ضريرا و العهدة على شيخه.

و فى ترجمة  عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي..........وحدث عن الهيثم بن سهل بخبر باطل انتهى. والعهدة على الهيثم في ذلك الحديث....
*و كثيرا فى كتب المتقدمين كالعلل لابن أبى حاتم رحمهما الله و غيره من الكتب ما تجدهم ينصون على تخطئة إمام كبير وتجد من تحته "الأقرب للمصنفين" أقل قوة و حفظا و جلالة...فلم يلصقوا الخطأ بالأقرب و لكن بمن أخطأ "و هذه لهم رحمهم الله"
*ثم هذا الراوى الضعيف الأول فى إسناد لو نظرنا فوجدنا كل أصحاب "تلاميذ" شيخه رووا نفس الحديث هكذا فالخطأ يكون من الشيخ أو من فوقه... و هذا معلوم و قصة ابن معين رحمه الله مشهورة....إذن لا يصلح الوقوف عند أول ضعيف و لا إلصاق الضعف به لأنه الأول من جهة المصنف
عندى كلام آخر لكن لن أفتح بابا لما يجلب السوء من القول
و الحمد لله رب العالمين
تتمة
و فى ترجمة  عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي المذكور قال ابن حجر فى اللسان...
 وأخرج الدارقطني في غرائب مالك عنه عن أحمد بن الأسود الحنفي القاضي عن عبد الله بن عمرو الواقفي عن مالك عن نافع عن ابن عمر في صيام الإثنين والخميس وقال الواقفي ضعيف وشيخنا ضعيف..
فهنا الدارقطني الإمام رحمه الله "الإمام المتقدم الحجة العلم" يذكر ضعيفين فى الإسناد و يبدأ بالأبعد ثم رجع لشيخه.
و الموضوع يطول النقل فيه و الموضوع كنت و غيرى كثير يظنونه معلوما لكن يكفى هذا بإذن الله و أرجو أن أكتفى أنا أيضا و لا أزيده.
و الحمد لله رب العالمين


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قول دستور عند الاستئذان

الضفدع و نار إبراهيم

كلمات من ذهب للشيخ عطية الله الليبى رحمه الله