سرقة علمية ..المغازي الأولى و مؤلفوها و أوائل المؤلفين فى السيرة النبوية

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم أما بعد.... حفظ الله الأزهر الشريف... يثقل علي أن أكتب انتقادا يخص بعض العاملين بالأزهر الشريف لكنهم أخطؤوا و أمانة الدين أهم من كل اعتبار ...
و بداية...وفق الله الشيخ الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر لما يحبه و يرضاه و كذا كل العاملين للدين بالأزهر و خارجه و فى مصر و غيرها 
و أهمية تبيين السرقات العلمية فى هذا الموطن ألا يتكرر ما حدث مما يسقط هيبة العلم و أوثقيته عن جهة أو شخص
 و ليعلم كل مدع أن فعلته لن تمر 
وزعت مجلة الأزهر هذا الشهر ربيع الأول 1447 هديتين كعادتها الطيبة و كانت إحداهما معنونة "أوئل المؤلفين فى السيرة النبوية للأستاذ الدكتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف عفا الله عنه و رحمه" و منذ رؤيتى لها تذكرت و تخوفت..فعندى كتاب طبع قديما و اشتريت مصورته من المركز القومي للترجمة باسم " المغازي الأولى و مؤلفوها للألماني" يوسف هوروفتس و ترجمة العالم الكبير الأستاذ الدكتور حسين نصار رحمه الله 
فلما راجعت وجدت ما وقع فى قلبي كان صوابا و سترى تشابها يذم من لا يشير إليه 
و لننبه على أمور
 ترجمة حسين نصار للكتاب أو المقالات 
مقالات هورفتس نشرت فى مجلة الثقافة التى تصدر باللغة الإنجليزية فى حيدر أباد سنتي 1927 و 1928 كما فى مقدمة الأستاذ مصطفى السقا رحمه الله للترجمة صفر 1369 ...ديسمبر 1949
 و مقدمة الأستاذ حسين نصار للترجمة فى نفس التاريخ
 رتب هوروفتس و اختار مؤلفين بطريقة سار عليها قال عنها الأستاذ الكبير فؤاد سزكين رحمه الله : ففى مقال هوروفتس "أقدم كتب السيرة و مؤلفوها" الذى يعد أحسن ما كتب فى هذا الموضوع .." 
ثم وجدت أن الكتاب الجديد قد كان فى معرض الكتاب الأخير فى جناج الأزهر و يوجد وصف و مدح له لا يستحقه و عنونوا فى الموقع بقولهم جناح الأزهر بمعرض الكتاب يرد على المشككين فى تدوين السيرة النبوية بإصدار جديد !!
 و وجدت أن الكتاب مكتوب عليه مراجعة و تقديم "شيخنا الفاضل" أ د أحمد معبد عبد الكريم و اعتناء الباحثين المعاونين للجنة التاريخ و الحضارة بهيئة كبار العلماء وفق الله الجميع للخير
 لكن ثم لكن كيف تم قبول الكتاب
 فيقول قائل لنحسن الظن أنهم لم يعرفوا ما عرفته عن كتاب هوروفتس فأقول له بل عرفوا فقد أشاروا لهوروفتس فى الحاشية كثيرا بل إن المؤلف أشار له فى موطن واحد قائلا فى كلامه عن محمد بن إسحاق و أطال فيه كما أطال هوروفتس..قال : و قد قام أحد الباحثين الأوروبيين المحققين و هو الأستاذ يوسف هوروفتس بتلخيص محتويات سيرة ابن إسحاق الأصلية فى ضوء نص سيرة ابن هشام إضافة إلى النصوص التى ذكرها المؤرخون الآخرون فى كتابه المعنون المغازي الأولى و مؤلفوها و هذا الكتاب القيم هو مرجعنا الأساسي فى تلك المعلومات ... انتهى كلامه 
و الصواب يا دكتور و يا لجنة التحقيق أنه مرجعه فى كل الكتاب و ليس هذا الفصل فقط نعم لم يترجم للعلماء بنفس الطريقة لكن سأريك الفهرسين لتعلم أنه اختار و رتب كما فعل هوروفتس حذو القذة بالقذة إلا فى واحد
 بل نبه المحققون المعتنون مرة بقولهم "اعتمد المؤلف فى تاريخ مولد محمد بن إسحاق على استنتاج للمستشرق الألماني هوروفتس و ينبغى ألا نلجأ لتخمين المستشرقين و توقعاتهم مع وجود الروايات الثابتة فى مصادرنا" انتهى صفحة 80 و 81 
و انتبه و لتنتبه اللجنة.... كلام هوروفتس أنه استفاد هذا من مستشرق آخر
 و كلامهم هذا اتهام للدكتور عبدالشافي و تبيين لقيمة الكتاب مقارنة بهوروفتس
 و قال المعتنون مرة أخرى "و هذا ما توصل إليه المستشرق الألماني يوسف هوروفتس " انتهى صفحة118 
و تكلم فى المقدمة الشيخ أحمد معبد و الشيخ عباس شومان حفظهما و وفقهما الله عن الكتاب و أهميته و هذا لا يناسب أنه نقل و استفاد الترتيب و الأسماء و بعض الترجيحات عمن سبقه بلا عزو له
 و المقتبس د عبد الشافي قال كلاما عجيبا مثل "و قد قسم العلماء كتاب السيرة النبوية و المؤلفين فيها إلى طبقات"انتهى
 من يا دكتور و يا كل من رأى و قدم و اعتنى هؤلاء الذين قسموا بهذه الطريقة... و سترى فهرس هوروفست لتعلم
 قال هوروفتس فى مقدمته " و سنتكلم فيما يلى عن هؤلاء العلماء بالمغازي خاصة من التابعين و عن مدوناتهم و لكننا لن نقف عند هذا الجانب وحده من نشاطهم بل نجمع كذلك كل الأخبار الهامة التى نقف عليها مضافة إليهم و سنتناول فى فصل آخر أو اثنين العلماء بالمغازى فى الجيل التالى جيل تابعي التابعين و أخيرا نتناول أقدم السير الشاملة لحياة النبي "صلى الله عليه و سلم" أعنى سير ابن إسحاق و معاصريه و كذلك الواقدي و ابن سعد " انتهى كلام هوروفتس..
 فمن الذى وضع خطة العمل التى سار عليها د عبد الشافي غير هوروفتس
 و تجد فى أبجد العلوم لصديق حسن خان رحمه الله "علم المغازي و السير... أي مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعها محمد بن إسحاق أولا ويقال أول من صنف فيها عروة بن الزبير وجمعها أيضا وهب بن منبه وأبو عبد الله محمد بن عائذ القرشي الدمشقي الكاتب وأبو محمد يحيى بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي الحنفي المتوفى سنة إحدى وتسعين ومائة عن ثمانين سنة ومنها : مغازي محمد بن مسلم الزهري وابن عبد البر القرطبي المتوفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة وعبد الرحمن بن محمد الأنصاري وأبي الحسن علي بن أحمد الواقدي المتوفى سنة ثمان وستين وأربعمائة و موسى بن عقبة بن أبي عياش المتوفى سنة إحدى وأربعين ومائة ومغازيه أصح المغازي كذا في المقتفى وهو من فروع علم التواريخ وموضوعه ومنفعته وغايته وغرضه لا يخفى على كل واحد من ذي اللب ولكن لما كان ثبوتها بالأحاديث والآثار جعلناها من فروع علم الحديث وفي هذا العلم مصنفات كثيرة أجلها وأفضلها تصنيف عبد الملك بن هشام ومغازي ابن إسحاق وغير ذلك ذكره في ( ( مدينة العلوم ) ) " انتهى
 فما ذكره صديق حسن مختلف.
 و بالبحث تجد مقالا للدكتور حاكم المطيري وفقه الله بعنوان المغازي و السير علماؤها و طبقاتهم سنة 2009 فجاء بجديد...الرجل ذكر عشرين مؤلفا و إماما متقدما فى السيرة فزاد عن هوروفتس الذى ذكر ثلاثة عشر مؤلفا .
و مما يؤكذ النقل و الاختلاس أو قل السرقة العلمية...أن هوروفتس ذكر شرحبيل بن سعد و عبد الله بن أبي بكر فى المؤلفين و تابعه على ذلك د عبد الشافي...فكان ماذا و ما المشكلة..
 المشكلة قول العلامة حسين نصار فى مقدمته من ثمانين سنة تقريبا" و من الأمور التى شط فيها قلم المؤلف نسبته التأليف فى المغازي لشرحبيل بن سعد و عبد الله بن أبى بكر...." انتهى 
فتابعه د عبد الشافي فى شططه 
و من العجائب و التصنع قول د عبد الشافي فى نهاية الكتاب "العلماء الذين ذكرناهم !!" و يقول " نقدمهم للمسلمين!!" انتهى و إنما الذى رتب و قدم هو هوروفتس
 فهرس هوروفتس
فهرس عبد الشافي و مجلة الأزهر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قول دستور عند الاستئذان

كلمات من ذهب للشيخ عطية الله الليبى رحمه الله

الضفدع و نار إبراهيم