الضفدع و نار إبراهيم
فى المصنف- - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال كانت الضفدع تطفىء النار عن إبراهيم وكان الوزغ ينفخ فيه فنهي عن قتل هذا وأمر بقتل هذا.
لكن الثابت عن أم المؤمنين فى الصحيحين انها قالت إن النبى صلى الله عليه و سلم قال للوزغ فويسق و لم اسمعه أمر بقتله.
البخارى3306و1831و مسلم2239
فالظاهر أنها رواية معلة.
و قال ابن حجر فى الفتح6\354 "تحت الحديث الماضى"جاء عن عائشة من وجه آخر عند أحمد"24534" و ابن ماجه "3231"أنه كان في بيتها رمح موضوع فسئلت فقالت نقتل به الوزغ فإن النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة الا أطفأت عنه النار الا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بقتلها انتهى والذي في الصحيح أصح ولعل عائشة سمعت ذلك من بعض الصحابة وأطلقت لفظ أخبرنا مجازا أي أخبر الصحابة كما قال ثابت البناني خطبنا عمران وأراد أنه خطب أهل البصرة فإنه لم يسمع منه والله أعلم .
قلت و رواية عبد الرزاق ظاهر سندها الصحة اما هذه الرواية فترويها عن عائشة سائبة ، مولاة الفاكه بن المغيرة المخزومى و لم يرو عنها غير نافع مولى ابن عمر و لم يوثقها أحد و ذكرها ابن حبان فى الثقات ففيها جهالة.
و قال الألبانى فى الصحيحة" لكنها قد توبعت ، فقد أخرج
النسائي ( 2 / 27 ) من طريق قتادة عن سعيد بن المسيب : أن امرأة دخلت على عائشة و بيدها عكاز ... الحديث نحوه .
و هذا إسناد صحيح إن كان سعيد بن المسيب سمعه من عائشة ، و إلا فإن ظاهره أنه من مرسله . و الله أعلم . و قد خالفه عبد الحميد بن جبير فقال : عن سعيد بن المسيب عن أم شريك رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ ، و قال : كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام . أخرجه البخاري ( 6 / 305 -فتح ) و ابن ماجة و أحمد ( 6 / 421 و 462 ) و ليس عندهما الشطر الثاني منه ".
ثم وجدت بعون الله و توفيقه فى مسند ابن راهويه
1764 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ رَأَتْ وَزَغًا فَقَالَتْ: اقْتُلِ اقْتُلْ. قِيلَ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ النَّارَ يَوْمَ احْتَرَقَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ وَكَانَ الضِّفْدَعُ يُطْفِئُ "
1765 - أَخْبَرَنَا الْأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
قلت كثير هذا لم يوثق ففيه جهالة و قد ذكره ابن حبان فى الثقات لذا قال الذهبى وثق و قال ابن حجر مقبول؛هذا مع معارضته للثابت عن عائشة.
و أحب أن أقول إنى عندما وجدت إسناد عبد الرزاق و ظاهره الصحة فما جعلنى لا أطمئن له إنى على حسب ما رأيت لم أجد من أهل العلم من يبرر النهى عن قتله بإنه كان يطفىء نار إبراهيم عليه السلام و لو كان الحديث معتبرا لاستخدموه و التعليل فيه ظاهر بل إن البعض استخدم حديث تعليل النهى لأن نقيقها تسبيح و لا يصح.
ثم وقفت فى سبل السلام فى كلامه عن حديث النهى عن قتلها"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، «أَنَّ طَبِيبًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الضِّفْدَعِ يَجْعَلُهَا فِي دَوَاءٍ، فَنَهَى عَنْ قَتْلِهَا» . أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ" قال قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: هُوَ أَقْوَى مَا وَرَدَ فِي النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ الضِّفْدَع. وَأَخْرَجَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَو: «لَا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّ نَقِيقَهَا تَسْبِيحٌ وَلَا تَقْتُلُوا الْخُفَّاشَ فَإِنَّهُ لَمَّا خَرِبَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ قَالَ: يَا رَبِّ سَلِّطْنِي عَلَى الْبَحْرِ حَتَّى أُغْرِقَهُمْ» قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: إسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
وَعَنْ أَنَسٍ «لَا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّهَا مَرَّتْ عَلَى نَارِ إبْرَاهِيمَ فَجَعَلَتْ فِي أَفْوَاهِهَا الْمَاءَ وَكَانَتْ تَرُشُّهُ عَلَى النَّارِ».
قلت و الأول موقوف على ابن عمرو و قد عرف برواية الإسرائيليات.
قَالَ الْحَافِظُ: وَإِنْ كَانَ إسْنَادُهُ صَحِيحًا لَكِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَأْخُذُ عَنْ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ.
و الثانى لم أجده؛ و لكن وجدت هذا..........
عند عبدالرزاق أيضا 8393 - قال أخبرنا أبو سعيد الشامي عن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمنوا الضفدع فإن صوته الذي تسمعون تسبيح وتقديس وتكبير إن البهائم استأذنت ربها في أن تطفىء النار عن إبراهيم فأذن للضفادع فتراكبت عليه فأبدلها الله بحر النار الماء.
و لعل هذا هو الحديث الذى قصده الأمير الصنعانى.
روى الخطيب البغدادى فى موضح أوهام الجمع و التفريق بسنده عن ابن المبارك أعياني بقية كان يحدثنا فيقول حدثنا أبو سعيد الوحاظي فإذا هو عبد القدوس ؛ وهو أبو سعيد الشامي الذي روى عنه عبد الرزاق بن همام أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الدبري أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا أبو سعيد الشامي حدثنا عطاء بن أبي رباح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضحوا وطيبوا بها أنفسكم فإنه ليس من مسلم يوجه ضحية إلى القبلة إلا كان دمها وفرثها وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة وكان يقول أنفقوا قليلا تؤجروا كثيرا إن الدم إذا وقع في التراب فهو في حرز الله حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة.
و عبد القدوس بن حبيب متروك.
فإن كان هو أو كان شيخه أبان بن أبى عياش فهما متروكان.
ووجدت فى السلسلة الضعيفة للألبانى رحمه الله" "لا تقتلوا الضفادع ؛ فإنها من أكثر من خلقه الله ذكراً ، وأمر بقتل الوزغ في الحل والحرم" .
رواه الضياء في "المنتقي من مسموعاته بمرو" (33/ 2) عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً .
وسليمان بن أرقم متروك ".
لكن الثابت عن أم المؤمنين فى الصحيحين انها قالت إن النبى صلى الله عليه و سلم قال للوزغ فويسق و لم اسمعه أمر بقتله.
البخارى3306و1831و مسلم2239
فالظاهر أنها رواية معلة.
و قال ابن حجر فى الفتح6\354 "تحت الحديث الماضى"جاء عن عائشة من وجه آخر عند أحمد"24534" و ابن ماجه "3231"أنه كان في بيتها رمح موضوع فسئلت فقالت نقتل به الوزغ فإن النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة الا أطفأت عنه النار الا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بقتلها انتهى والذي في الصحيح أصح ولعل عائشة سمعت ذلك من بعض الصحابة وأطلقت لفظ أخبرنا مجازا أي أخبر الصحابة كما قال ثابت البناني خطبنا عمران وأراد أنه خطب أهل البصرة فإنه لم يسمع منه والله أعلم .
قلت و رواية عبد الرزاق ظاهر سندها الصحة اما هذه الرواية فترويها عن عائشة سائبة ، مولاة الفاكه بن المغيرة المخزومى و لم يرو عنها غير نافع مولى ابن عمر و لم يوثقها أحد و ذكرها ابن حبان فى الثقات ففيها جهالة.
و قال الألبانى فى الصحيحة" لكنها قد توبعت ، فقد أخرج
النسائي ( 2 / 27 ) من طريق قتادة عن سعيد بن المسيب : أن امرأة دخلت على عائشة و بيدها عكاز ... الحديث نحوه .
و هذا إسناد صحيح إن كان سعيد بن المسيب سمعه من عائشة ، و إلا فإن ظاهره أنه من مرسله . و الله أعلم . و قد خالفه عبد الحميد بن جبير فقال : عن سعيد بن المسيب عن أم شريك رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ ، و قال : كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام . أخرجه البخاري ( 6 / 305 -فتح ) و ابن ماجة و أحمد ( 6 / 421 و 462 ) و ليس عندهما الشطر الثاني منه ".
ثم وجدت بعون الله و توفيقه فى مسند ابن راهويه
1764 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ رَأَتْ وَزَغًا فَقَالَتْ: اقْتُلِ اقْتُلْ. قِيلَ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ النَّارَ يَوْمَ احْتَرَقَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ وَكَانَ الضِّفْدَعُ يُطْفِئُ "
1765 - أَخْبَرَنَا الْأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
قلت كثير هذا لم يوثق ففيه جهالة و قد ذكره ابن حبان فى الثقات لذا قال الذهبى وثق و قال ابن حجر مقبول؛هذا مع معارضته للثابت عن عائشة.
و أحب أن أقول إنى عندما وجدت إسناد عبد الرزاق و ظاهره الصحة فما جعلنى لا أطمئن له إنى على حسب ما رأيت لم أجد من أهل العلم من يبرر النهى عن قتله بإنه كان يطفىء نار إبراهيم عليه السلام و لو كان الحديث معتبرا لاستخدموه و التعليل فيه ظاهر بل إن البعض استخدم حديث تعليل النهى لأن نقيقها تسبيح و لا يصح.
ثم وقفت فى سبل السلام فى كلامه عن حديث النهى عن قتلها"عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، «أَنَّ طَبِيبًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الضِّفْدَعِ يَجْعَلُهَا فِي دَوَاءٍ، فَنَهَى عَنْ قَتْلِهَا» . أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ" قال قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: هُوَ أَقْوَى مَا وَرَدَ فِي النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ الضِّفْدَع. وَأَخْرَجَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَو: «لَا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّ نَقِيقَهَا تَسْبِيحٌ وَلَا تَقْتُلُوا الْخُفَّاشَ فَإِنَّهُ لَمَّا خَرِبَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ قَالَ: يَا رَبِّ سَلِّطْنِي عَلَى الْبَحْرِ حَتَّى أُغْرِقَهُمْ» قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: إسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
وَعَنْ أَنَسٍ «لَا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّهَا مَرَّتْ عَلَى نَارِ إبْرَاهِيمَ فَجَعَلَتْ فِي أَفْوَاهِهَا الْمَاءَ وَكَانَتْ تَرُشُّهُ عَلَى النَّارِ».
قلت و الأول موقوف على ابن عمرو و قد عرف برواية الإسرائيليات.
قَالَ الْحَافِظُ: وَإِنْ كَانَ إسْنَادُهُ صَحِيحًا لَكِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَأْخُذُ عَنْ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ.
و الثانى لم أجده؛ و لكن وجدت هذا..........
عند عبدالرزاق أيضا 8393 - قال أخبرنا أبو سعيد الشامي عن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمنوا الضفدع فإن صوته الذي تسمعون تسبيح وتقديس وتكبير إن البهائم استأذنت ربها في أن تطفىء النار عن إبراهيم فأذن للضفادع فتراكبت عليه فأبدلها الله بحر النار الماء.
و لعل هذا هو الحديث الذى قصده الأمير الصنعانى.
روى الخطيب البغدادى فى موضح أوهام الجمع و التفريق بسنده عن ابن المبارك أعياني بقية كان يحدثنا فيقول حدثنا أبو سعيد الوحاظي فإذا هو عبد القدوس ؛ وهو أبو سعيد الشامي الذي روى عنه عبد الرزاق بن همام أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الدبري أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا أبو سعيد الشامي حدثنا عطاء بن أبي رباح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضحوا وطيبوا بها أنفسكم فإنه ليس من مسلم يوجه ضحية إلى القبلة إلا كان دمها وفرثها وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة وكان يقول أنفقوا قليلا تؤجروا كثيرا إن الدم إذا وقع في التراب فهو في حرز الله حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة.
و عبد القدوس بن حبيب متروك.
فإن كان هو أو كان شيخه أبان بن أبى عياش فهما متروكان.
ووجدت فى السلسلة الضعيفة للألبانى رحمه الله" "لا تقتلوا الضفادع ؛ فإنها من أكثر من خلقه الله ذكراً ، وأمر بقتل الوزغ في الحل والحرم" .
رواه الضياء في "المنتقي من مسموعاته بمرو" (33/ 2) عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً .
وسليمان بن أرقم متروك ".
تعليقات
إرسال تعليق