جوار طالبان لأسامة و المجاهدين العرب

من كتاب "أفغانستان و الطالبان و معركة الإسلام اليوم" لأبى مصعب السورى

*لما جاء الشيخ بن لادن نزل في جوار يونس خالص ثم دخل الطالبان جلال أباد وهو فيها وقد شهدت بنفسي مجلساً وكنت قدراً ضيفاً زائراً للشيخ أبي عبد الله فدخل بعض كبار الطالبان ومنهم وزير ومسؤولون وأسمعوه وأسمعوا العرب الجالسين كلاماً في الجوار والحمية ذرفت له العيون تأثراً فمن قائل أنتم المهاجرون ونحن الأنصار, حتى قال قائل في آخر الجلسة وكان وزيراً: لا نقول أنتم ضيوفنا ولا نقول نحن خدم لكم بل نقول نحن نخدم التراب الذي تمشون عليه.

* وسمعت من الشيخ يونس خالص وهو من شيوخهم كلاماً عجيباً في إحدى الجلسات يقول بعربيته الجيدة وبلكنة أعجمية ثقيلة لأبي عبد الله: أنا لا أملك إلا نفسي وهي عليَّ عزيزة جداً ولكن نفسي دون نفسك ونحري دون نحرك وأنت في ضيافتنا ولا يصل أحد إليك وإذا حصل من الطالبان شيء أخبرني رغم أني إمكانياتي بعد وصولهم قليلة ولكن أبذل وسعي.

* وحضرت مجلساً في زيارة لكابل زرنا فيه الشيخ إحسان الله إحسان رحمه الله وكان خطيب الطالبان ومسئول بيت المال وكان ثالث أهم شخصية فيهم بعد ملا عمر وهو ملا كبير وعالم يشار إليه في أفغانستان وكان العدو الأول لأمريكا والسعودية في الطالبان وذلك لما رد عليهم معرضاً بأمريكا مرة بشدة. فأرسل له السفير السعودي سلمان العمري يقول له: إن من يعادي أمريكا في هذا الزمان لا يستطيع العيش في الأرض، فأجابه إحسان الله في رسالة أرسلها إليه يقول: (سعادة سفير السعودية لقد قرأت القرآن والحديث الشريف مرات ورأيت كل أفعال الخالق. الرازق. المحي والمميت. الضار النافع منصرفة إليه تعالى وليس لأمريكا ونحن لا نخشى إلا الله)، فكانوا يكنون له عداءً شديداً، وكنت على إفطار في مكتبه في القصر الجمهوري ذات مرة وكان جالساً على الأرض بين الكتب العلمية الشرعية من تفاسير وسنن وأصول. فحدث الشيخ أسامة حديثاً بكى فيه عدة مرات وأبكى كل الحاضرين وأتذكره رحمه الله وقد قتل في مذبحة مزار شريف الشهيرة على يد ميليشيات الأوزبك والشيعة. يقول مذكراً بالمثال يروي كيف قالت أم المؤمنين خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم والله لا يخزيك الله أبداً لأنك تنصر المظلوم وتطعم المسكين وتعين على نوائب الدهر وقال للشيخ بن لادن: فوالله كذلك لا يخزيك الله إن شاء الله أبداً لأنك نصرت المظلومين وجاهدت مع المستضعفين. ثم وضع يده على ردائه واستعبر وبكى بشدة حتى علا صوته ثم قال الشيخ إحسان للشيخ بن لادن أقول ما قال ورقة بن نوفل للرسول عليه الصلاة والسلام: يا ليتني كنت جذعاً إذ يخرجك قومك. قال أو مخرجي هم. قال: لم يأت رجلٌ بمثل ما أتيت به إلا عودي، يعرض بضعفهم عن إمكانية نصرة بن لادن كما يجب.

* و صرح الملا عمر لو لم يبق في أفغانستان إلا دمي لمنعت أسامة بن لادن والمجاهدين العرب وما أسلمتهم , وهددت أمريكا بعد ذلك باستخدام السلاح النووي والجرثومي واجتمع كل وزراء الطالبان عند الملا عمر ثلاثة أيام ليتخذ قرارا وتوقعنا كلنا أن يطلب من أبي عبدالله والعرب تجميد نشاطهم و إغلاق معسكراتهم .
وهرعت لأسمع عن بعض الوزراء نتيجة الاجتماع . فعلمت عجبا قال أحدهم :
لم يزد أمير المؤمنين علي أن وبخ بعضنا ممن اعتراهم الخوف والتردد وأعطاهم درسا في التوكل علي الله وعدم الخوف من أمريكا بعد أن هزم الله علي أيديهم من هو أقوي من أمريكا وأقرب إليهم جيرة من أمريكا وهم الروس وأزال دولتهم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قول دستور عند الاستئذان

الضفدع و نار إبراهيم

كلمات من ذهب للشيخ عطية الله الليبى رحمه الله