استعمله أم عَسَلَه

الحمد لله رب العالمين و به نستعين  أما بعد
فقد وقع فى قلبى منذ سنوات قريبة أن يكون لفظ عسَلَه تصحيفا لاستعمله
فقد ورد الحديث عند أحمد و الترمذى عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ ». فَقِيلَ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ ».
و جاء عند البعض بلفظ....عَسَلَه
و ظاهر تشابه الكلمتين رسما و نطقا
لكن لم أبح بما وقع فى قلبى حتى وجدت بالأمس و الحمد لله هذا الكلام و هذه الفائدة
قال ابن العربى المالكى رحمه الله فى شرحه على الترمذى " عارضة الأحوذى".. "أبواب الأقدار/باب مَا جَاءَ أَنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا لأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ" تحت الحديث بلفظ استعمله كما جاء عند الترمذى
قال ابن العربى رحمه الله
 ..و قوله  إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قيل و ما استعمله قَالَ يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ . صحيح. و هو الأعمال بالخواتيم لا بالابتداء فى الظاهر إلينا . و هى على الابتداء فى علم الله و كتابه. و رواه من لم يرالصحة إذا أراد الله بعبد خيرا عَسَلَه و هو تصحيف غير صحيح فلما صحَّفوا فسروا فأعرضنا عنه و هو عند العامة معلوم و هو محتمل لما يقال فيه. و أنتم فى غنى عن النَّصَب بما هو أصح منه.
..............
قلت ..فقد نص ابن العربى هنا على التصحيف 
و الحمد لله رب العالمين



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قول دستور عند الاستئذان

الضفدع و نار إبراهيم

كلمات من ذهب للشيخ عطية الله الليبى رحمه الله