بيان من الشيخ عبد الله السعد عن الدولة الإسلامية بالعراق و الشام




بيان من الشيخ عبد الله السعد عن الدولة الإسلامية بالعراق و الشام


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان .

أما بعد :

فقد سمعنا ما تناقلته وسائل الأخبار عن ما حصل من مطالبة لبعض الفصائل في الشام

بالإعلان عن دولة موحدة تحت مسمى واحد وهو ما سمي ( بدولة الإسلام في العراق والشام )

وأقول وبالله تعالى التوفيق :

لا شك أن اتحاد المسلمين أمر واجب وشيء مطلوب ..

ولكن اتخاذ مثل هذا القرار في هذا الوقت الحرج فيه نظر من وجوه :

أولاً : إن اتخاذ مثل هذا القرار في هذا التوقيت الحرج ولا سيما أن الحرب لم تضع أوزارها ليس من الحكمة

في شيء ، وليس من مصلحة القتال ، ومن تأمل هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في فتوحاتهم

وغزواتهم وبنائهم للدول ، وكيفية تأميرهم للأمراء تبينت له الحكمة في قراراتهم وتوقيتهم لها .

ثانيا: إن اتخاذ هذا القرار دون استشارة الفصائل المقاتلة ناهيك عن أهل العلم والحل والعقد من أهل البلاد

الذين هم في داخل البلاد وليس خارجها ، ضرب من ضروب شق الصف والإخلال بتوحيد الكلمة

قال الله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا )

وقال : ( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .

فعلى من قاد جمعا من جموع المسلمين أن يتقي الله عز وجل ، وألا يتسرع في أحكامه وقراراته

قبل الرجوع إلى أهل الحل والعقد ، من الذين هم داخل البلاد ؛ لأنهم أعلم الناس بمصالحهم

وهم المعنيون بهذا الأمر لما يجري في بلادهم .

ثالثاً : أوصي إخواني المسلمين في كل مكان ، بأن لا يتدخلوا في شأن إخوانهم في سوريا

وإنما يبذلوا لهم النصيحة والتوجيه ويقفوا معهم بالمساعدة بجميع صورها ، وأما تدخلهم وربطهم بهم

أو جعل أمير عليهم من خارجهم فهذا قد يؤدي إلى النزاع والفرقة والانقسام فيما بينهم .

وكما أننا نحذر من تدخل تنظيم أو فصيل خارجي في شأن حكم الشام ، فإننا نحذر من الانصياع لتدخل

الدول الغربية الكافرة كذلك ، وأطماعها في بلاد المسلمين ، وصدها لهم عن سبيل الله .

رابعا : أدعو جميع إخواني من جميع الفصائل في بلاد الشام إلى توحيد صفوفهم تحت راية واحدة

وهي راية التوحيد ، وتحت مسمى واحد وهو الإسلام ، كما حصل التنبيه على هذا من قبل .

خامساً : أهل السنة والجماعة لا يتعبدون الله تعالى لا بتنظيم ولا بحزب ولا بقائد

وإنما يتعبدون الله عز وجل باسم الإسلام ، والتحزب عليه كما أمرنا الله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى :

( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (55)

وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ )

وقوله تعالى : ( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ )


وقد أخرج أحمد والترمذي والنسائي كلهم من طريق زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ

أن أبا سلاّم حدّثه أن الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه حدثه أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : 

" وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللهُ أَمَرَنِي بِهِن : السَّمْعِ ، وَالطَّاعَةِ ، وَالْهِجْرَةِ ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ

الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ  الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جُثَاءِ جَهَنَّمَ "

قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَإِنْ صَامَ ، وَإِنْ صَلَّى ؟

قَالَ : " وَإِنْ صَامَ ، وَإِنْ صَلَّى ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ 

فَادْعُوا الْمُسْلِمِينَ بِأَسْمَائِهِمْ بِمَا سَمَّاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

وفي لفظ للترمذي : ( فَادْعُوا بِدَعْوَى اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ ، عِبَادَ اللَّهِ . )


وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وصححه أبو بكر ابن خزيمة فقد خرجه في كتابه التوحيد .

ووجه الاستدلال من الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا - وأمره واجب -

أن نتسمى باسم المسلمين المؤمنين ولازم هذا أن نترك ما عدا ذلك من المسميات .

وكما تقدم فيما سبق في البيان السابق.

سادسًا : فيما يتعلق بمناصرة من يسمى بــ حسن نصر الله اللبناني وحزبه لبشار الأسد ونظامه الكافر

ضد إخواننا المستضعفين من المسلمين في سوريا

فأقول وبالله التوفيق :

إن من المسلمات أن بشار الاسد نصيري، والنصيرية كفار حتى عند الفرقة التي تسمى بالاثني عشرية

والتي يزعم حسن نصر الله الانتساب إليها ، وإذا كان حسن نصر الله لا يقول بذلك

- لأنه من المعلوم عنهم أنهم يغيرون دينهم بين حين وآخر تبعا لمصالحهم - فهو ( أي بشار ) بعثي قومي

والرافضة في كل مكان ومنهم الاثني عشرية ضد حزب البعث ويقولون بكفره

وقد قاتلوه ثماني سنين في العراق ، فكيف يناصرونه اليوم ؟!

وإذا كان حسن نصر الله لا يسلم بذلك ..

فإن بشارا علماني اشتراكي ليس من الدين في شيء ، فكيف يناصرونه ويقفون معه ؟

وأخيرا وهي كافية ، أن بشار وحزبه حرب على الإسلام والمسلمين ، وهذا أمر معلوم لا يحتاج إلى دليل

ويكفي أنهم كانوا يمنعون أفراد الجيش من الصلاة ، فمن ناصره وأيده فهو مثله .

قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .

وبناء على ما تقدم أدعوا إخواني لضرب أوكار هذا الحزب وإلى سحقه لأنه هو العدو الأول للمسلمين

فهو لا يرقب في مسلم إلا ولا ذمة ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين .

-----------------------------------

عبدالله بن عبدالرَّحمن السَّعد

6/ 6/ 1434هــ

رابط البيان : بيان من الشيخ عبد الله السعد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قول دستور عند الاستئذان

الضفدع و نار إبراهيم

كلمات من ذهب للشيخ عطية الله الليبى رحمه الله