ضعف حديث إنما الدنيا لأربعة نفر
الحمد لله و بعد...
سأنقل كلام الشيخ مقبل الوادعى رحمه الله من كتابه أحاديث معلة ظاهرها الصحة ثم أضيف عليه
قال رحمه الله
مسند أبي كبشة الانماري رضي الله عنه
423- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص230) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِ فَيُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَا لِهَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاء) .
وقال (ص231) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ سَعِيدٍ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ فَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّذِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ فَإِنَّهُ مَا نَقَّصَ مَالَ عَبْدٍ صَدَقَةٌ وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ بِمَظْلَمَةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عِزًّا وَلَا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ وَأَمَّا الَّذِي أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ حَقَّهُ قَالَ فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا قَالَ فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ عَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ هِيَ نِيَّتُهُ فَوِزْرُهُمَا فِيهِ سَوَاءٌ) .
الحديث بالسند الأول رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، قال الحافظ رحمه الله في"النكت الظراف": ولم يسمع سالم من أبي كبشة، وقد أخرجه أبو عوانة في"صحيحه" من طريق جرير، عن منصور، عن سالم قال: حديث عن أبي كبشة. اهـ
قالت: وقد ذكرت الواسطة انه ابن أبي كبشة وسمي عبد الله كما في"تحفة الأشراف"وعبد الله بن أبي كبشة ترجمه ابن حبان رحمه الله في"الثقات" (ج5ص36) فقال: يروي عن أبيه وله صحبه- يعني أباه أبا كبشة- عداده في أهل الشام، روى عنه حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة. اهـ
قلت: وسالم بن أبي الجعد كما في"تحفة الأشراف"، فعلى هذا فهو مجهول الحال. فالحديث ضعيف.
وإما الحديث الثاني فمن طريق يونس بن خباب، وهو مختلف فيه كما في"تهذيب التهذيب" لكن الجرح فيه مفسركما في"ميزان الاعتدال"، قال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان": قال يحي بن سعيد: كان كذاباً. وقال ابن معين: رجل سوء ضعيف. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وقال النسائي: ضعيف- وهذا جرح غير مسفر - وقال الدارقطني: رجال سوء فيه شيعية مفرطة. وقال البخاري: منكر الحديث.
وذكر في ترجمته حديثاً فيه: أن العبد يُسأل في قبره: من وليك؟ فان قال: علي، نجا. اهـ المراد من"الميزان".
هذا وقد كتبت هذا في "الفواكه الجنية" فعسى الله أن يوفقني لحذفه من الطبعات القادمة.
انتهى كلام الوادعى رحمه الله
قلت
و أنقل كلام ابن حجر رحمه الله كاملا من النكت الظراف .......
قال رحمه الله .....المحفوظ عن شعبة ما رواه غندر و أبو زيد الهروى عنه عن الأعمش سمعت سالما عن أبى كبشة ؛ فالقائل سمعت هو الأعمش لا سالم ؛و لم يسمع سالم من أبي كبشة، وقد أخرجه أبو عوانة في"صحيحه" من طريق جرير، عن منصور، عن سالم قال: حُدّثت عن أبي كبشة.
و قال الذهبى رحمه الله فى اختصاره للسنن الكبير للبيهقى "6868" ...
و المتن منكر ؛ كيف يساوى المتمنى الفاعلَ فى الوزر و الأجر ؟! و لنا أحاديث صحيحة تخالفه.
رحم الله الذهبى و ابن حجر
و لعل الذهبى يقصد بعض الأحاديث الصحيحة الصريحة التى تخالف هذا الحديث و منها
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً » .
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا ، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ » .
و هذان الحديثان فى الصحيحين
و فيهما أن السيئة لا تكتب إلا لو فُعِلت
و تكتب السيئة التى تُركت حسنة لو كان الترك لله ففى الحديث عند البخارى ...عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « يَقُولُ اللَّهُ إِذَا أَرَادَ عَبْدِى أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِى فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةٍ » .
..................
و يبقى مبحث و هو الهم بالذنب و العزم على الذنب
فقد قال البعض بأنه لا يؤاخذ بالذنب ما لم يفعله
و قال غيرهم و يرى القاضى عياض إنهم عامة السلف و أهل العلم إنه يؤاخذ بالعزم "و ليس الهم"
لكنهم رأوا أن العزم يكتب سيئة و ليس السيئة نفسها التى أرادها فمثلا من عزم على الزنا و رتب كل شىء لكن لم يتم له الزنا فيؤاخذ بعزمه كسيئة لكن لا يكتب عليه زنا
و قال ابن حجر فى الفتح "6491"
وقسم بعضهم ما يقع في النفس أقساما يظهر منها الجواب عن الثاني ؛.أضعفها أن يخطر له ثم يذهب في الحال وهذا من الوسوسة وهو معفو عنه وهو دون التردد وفوقه ان يتردد فيه فيهم به ثم ينفر عنه فيتركه ثم يهم به ثم يترك كذلك ولا يستمر على قصده وهذا هو التردد فيعفى عنه أيضا وفوقه ان يميل إليه ولا ينفر عنه لكن لا يصمم على فعله وهذا هو الهم فيعفى عنه أيضا وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر منه بل يصمم على فعله فهذا هو العزم وهو منتهى الهم......
تنبيه
وقع فى طبعة طَيبة لفتح البارى "14/650" خطأ شديد فقد جاءت الفقرة الماضية هكذا "وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر عنه بل يصمم على فعله وهذا هو الهم فيعفى عنه أيضا وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر منه بل يصمم على فعله فهذا هو العزم وهو منتهى الهم "
و الصواب فى الجملة الأولى " لكن لا يصمم" و ليس "بل يصمم" كالتى تلتها
و الحمد لله رب العالمين
سأنقل كلام الشيخ مقبل الوادعى رحمه الله من كتابه أحاديث معلة ظاهرها الصحة ثم أضيف عليه
قال رحمه الله
مسند أبي كبشة الانماري رضي الله عنه
423- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص230) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِ فَيُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَا لِهَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاء) .
وقال (ص231) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ سَعِيدٍ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ فَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّذِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ فَإِنَّهُ مَا نَقَّصَ مَالَ عَبْدٍ صَدَقَةٌ وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ بِمَظْلَمَةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عِزًّا وَلَا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ وَأَمَّا الَّذِي أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ حَقَّهُ قَالَ فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا قَالَ فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ عَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ هِيَ نِيَّتُهُ فَوِزْرُهُمَا فِيهِ سَوَاءٌ) .
الحديث بالسند الأول رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، قال الحافظ رحمه الله في"النكت الظراف": ولم يسمع سالم من أبي كبشة، وقد أخرجه أبو عوانة في"صحيحه" من طريق جرير، عن منصور، عن سالم قال: حديث عن أبي كبشة. اهـ
قالت: وقد ذكرت الواسطة انه ابن أبي كبشة وسمي عبد الله كما في"تحفة الأشراف"وعبد الله بن أبي كبشة ترجمه ابن حبان رحمه الله في"الثقات" (ج5ص36) فقال: يروي عن أبيه وله صحبه- يعني أباه أبا كبشة- عداده في أهل الشام، روى عنه حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة. اهـ
قلت: وسالم بن أبي الجعد كما في"تحفة الأشراف"، فعلى هذا فهو مجهول الحال. فالحديث ضعيف.
وإما الحديث الثاني فمن طريق يونس بن خباب، وهو مختلف فيه كما في"تهذيب التهذيب" لكن الجرح فيه مفسركما في"ميزان الاعتدال"، قال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان": قال يحي بن سعيد: كان كذاباً. وقال ابن معين: رجل سوء ضعيف. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وقال النسائي: ضعيف- وهذا جرح غير مسفر - وقال الدارقطني: رجال سوء فيه شيعية مفرطة. وقال البخاري: منكر الحديث.
وذكر في ترجمته حديثاً فيه: أن العبد يُسأل في قبره: من وليك؟ فان قال: علي، نجا. اهـ المراد من"الميزان".
هذا وقد كتبت هذا في "الفواكه الجنية" فعسى الله أن يوفقني لحذفه من الطبعات القادمة.
انتهى كلام الوادعى رحمه الله
قلت
و أنقل كلام ابن حجر رحمه الله كاملا من النكت الظراف .......
قال رحمه الله .....المحفوظ عن شعبة ما رواه غندر و أبو زيد الهروى عنه عن الأعمش سمعت سالما عن أبى كبشة ؛ فالقائل سمعت هو الأعمش لا سالم ؛و لم يسمع سالم من أبي كبشة، وقد أخرجه أبو عوانة في"صحيحه" من طريق جرير، عن منصور، عن سالم قال: حُدّثت عن أبي كبشة.
و قال الذهبى رحمه الله فى اختصاره للسنن الكبير للبيهقى "6868" ...
و المتن منكر ؛ كيف يساوى المتمنى الفاعلَ فى الوزر و الأجر ؟! و لنا أحاديث صحيحة تخالفه.
رحم الله الذهبى و ابن حجر
و لعل الذهبى يقصد بعض الأحاديث الصحيحة الصريحة التى تخالف هذا الحديث و منها
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً » .
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا ، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ » .
و هذان الحديثان فى الصحيحين
و فيهما أن السيئة لا تكتب إلا لو فُعِلت
و تكتب السيئة التى تُركت حسنة لو كان الترك لله ففى الحديث عند البخارى ...عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « يَقُولُ اللَّهُ إِذَا أَرَادَ عَبْدِى أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِى فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةٍ » .
..................
و يبقى مبحث و هو الهم بالذنب و العزم على الذنب
فقد قال البعض بأنه لا يؤاخذ بالذنب ما لم يفعله
و قال غيرهم و يرى القاضى عياض إنهم عامة السلف و أهل العلم إنه يؤاخذ بالعزم "و ليس الهم"
لكنهم رأوا أن العزم يكتب سيئة و ليس السيئة نفسها التى أرادها فمثلا من عزم على الزنا و رتب كل شىء لكن لم يتم له الزنا فيؤاخذ بعزمه كسيئة لكن لا يكتب عليه زنا
و قال ابن حجر فى الفتح "6491"
وقسم بعضهم ما يقع في النفس أقساما يظهر منها الجواب عن الثاني ؛.أضعفها أن يخطر له ثم يذهب في الحال وهذا من الوسوسة وهو معفو عنه وهو دون التردد وفوقه ان يتردد فيه فيهم به ثم ينفر عنه فيتركه ثم يهم به ثم يترك كذلك ولا يستمر على قصده وهذا هو التردد فيعفى عنه أيضا وفوقه ان يميل إليه ولا ينفر عنه لكن لا يصمم على فعله وهذا هو الهم فيعفى عنه أيضا وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر منه بل يصمم على فعله فهذا هو العزم وهو منتهى الهم......
تنبيه
وقع فى طبعة طَيبة لفتح البارى "14/650" خطأ شديد فقد جاءت الفقرة الماضية هكذا "وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر عنه بل يصمم على فعله وهذا هو الهم فيعفى عنه أيضا وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر منه بل يصمم على فعله فهذا هو العزم وهو منتهى الهم "
و الصواب فى الجملة الأولى " لكن لا يصمم" و ليس "بل يصمم" كالتى تلتها
و الحمد لله رب العالمين
تعليقات
إرسال تعليق