فقه عجيب

الحمد لله رب العالمين و به نستعين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد....
فقد انتشرت بعض التصرفات الفقهية السقيمة العجيبة عند البعض فى تعاملهم مع الأحاديث صحيحها و ضعيفها و أمور أخرى و أسأل الله أن أوفق فى ذكر بعض أمثلتها..

* يجد البعض حديثا ضعيفا فتجده يفعل و يقول بضده!!
فمن قال إن كون الحديث ضعيفا يعنى صحة مقلوبه
مثلا حديث خلع الخاتم خارج الخلاء لا يصح فيفهم جواز دخول الخلاء به و لو كان نقشه ذكرا شرعيا
"لا أتكلم هنا عن الحكم الفقهى و لكن عن الفهم المقلوب"
فمن رأى حديثا ضعيفا فعليه مراجعة كلام أهل العلم حول المعنى الذى تضمنه هذا الحديث

*و يرى الحديث صحيحا ظاهره تحريم أو تحليل كذا فيقول بالحل أو الحرمة
و الصواب أن يرجع لكلام أهل العلم فربما وجده مستحبا أو مكروها لا كما فهم هو

*و يرى الكلمة فى النص القرآنى أو النبوى فيفهمها بالاستخدام و المعنى الذى يعرفه للكلمة
و الصواب أن يرجع للشُّرَّاح و كتب الغريب فربما كان المعنى الذى يعرفه فى بلده و زمانه ليس صحيحا

*و يرى الحديث قد حكم عليه الأئمة بالصحة أو الضعف و لم يختلفوا ثم هو يريد أن يصل لحكم جديد فيه
فهل يا مسكين عشت ما عاشوا و رأيت ما رأوا من رواة و أصولهم و و و

*و تجده يكثر من قول لعل و احتمال و أرى و لا ألزمكم بقولى و ما شابه هذا.... و مثل هذا قل له اجعل لعل و غيرها فى البحر

*و تجده يبحث المسألة فينظر أقوال المعاصرين و فقط
و الصواب أن يرجع لكتب السلف و بعدها يستعين بالمعاصرين ليعلموه و يفهموه و يشرحوا له ما لم يتبين له

*و تجده قويا جريئا فى تخطئة الأئمة ثم عند شيخه المعاصر  لا يرى له خطئا و لا يستسيغ تخطئة شيخه
فهرب من الغلو المذهبى و هذا خير و سقط فى الغلو فى المعاصرين

*و يرى المسألة فيها ما يكاد يكون إجماعا و العمل عليه و لم يخالف غير عالم أو اثنين فيترك الأمة كلها لقول الواحد و هذا مِن اتباع الأقوال الشاذة

*و يرى الحديث ظاهره الصحة و لم ير أحدا قال به و العمل على خلافه ثم هو يريد العمل بما ظهر له من معناه
فهل يا مسكين ضلت الأمة و اهتديت أنت
و مثل هذا يكون الحديث ضعيفا و هو المتساهل فى قبوله
أو يكون منسوخا
أو فهمه خطئا
أو له علة تبينت لمن سبق و لم تتبين له
فالله لم يضيعنا سبحانه و تعالى و هو سبحانه حفظ الدين

و الحمد لله رب العالمين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قول دستور عند الاستئذان

الضفدع و نار إبراهيم

كلمات من ذهب للشيخ عطية الله الليبى رحمه الله