ضعف حديث لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْدُ



الحمد لله رب العالمين و به نستعين و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله أما بعد....
قال الإمام الترمذى رحمه الله ..
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو مُسْلِمٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا فَقَالَ لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيْلَةَ الْجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ
{ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
قَالُوا لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْدُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ كَأَنَّ زُهَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الَّذِي وَقَعَ بِالشَّامِ لَيْسَ هُوَ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ بِالْعِرَاقِ كَأَنَّهُ رَجُلٌ آخَرُ قَلَبُوا اسْمَهُ يَعْنِي لِمَا يَرْوُونَ عَنْهُ مِنْ الْمَنَاكِيرِ و سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ أَهْلُ الشَّامِ يَرْوُونَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَنَاكِيرَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يَرْوُونَ عَنْهُ أَحَادِيثَ مُقَارِبَةً.
.....................
قلت
فهذا كلام واضح فى تضعيف الحديث..بل قل نكارته و خطئه
و لذا فعجيب من يحاول تقوية مثل هذا بطريق أو طرق ضعيفة..فالخطأ لا يتقوى
ثم ننظر للطريق التى قوى البعض بها الحديث
عند الطبرى رحمه الله فى التفسير..حدثنا محمد بن عباد بن موسى و عمرو بن مالك البصري قالا : حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به .
و عند البزار رحمه الله حدثنا عمرو بن مالك حدثنا يحيى بن سليم به.
قال الشيخ الألبانى رحمه الله قال الحافظ عقبه :
" و كلهم ثقات إلا شيخه فقد ضعفه الجمهور " . قلت : يعني عمرو بن مالك البصري ،
لكنه عند ابن جرير مقرون بمحمد بن عباد بن موسى و هو الملقب بـ " سندولا " ، و هو صدوق يخطىء ، فأحدهما يقوي الآخر ، لكن يحيى بن سليم الطائفي و إن كان صدوقا من رجال الشيخين ، فهو سيء الحفظ كما في " التقريب " لكن الحديث بمجموع الطريقين لا ينزل عن رتبة الحسن . و الله أعلم .
..............
قلت
و كلام الشيخ رحمه الله مردود من وجوه
بداية بمحاولة تقوية الخطأ
ثم الاعتماد فى التقوية على إسناد تفرد به الطبرى و البزار
و عمرو بن مالك قال الشيخ بضعفه ثم بمتابعة محمد بن عباد "سندولا" له....لكن الأمر أكبر من هذا
قال ابن عدى رحمه الله فى الكامل عن هذا الحديث...وقد سرقه جماعة من الضعفاء ذكرتهم في كتابي هذا فحدثوا به عن الوليد منهم سليمان بن أحمد الواسطي وعلي بن جميل الرقي وعمرو بن مالك البكري البصري وبركة بن محمد الحلبي...
و نقل الذهبى رحمه الله هذه الفقرة فى ميزان الاعتدال
فلا يقال بتقوية حديث مسروق
و سندولا "محمد بن عباد بن موسى " متكلم فيه
و يحيى بن سليم الطائفى متكلم فيه أيضا
إذن
 فطريق منكرة
و سارق لحديث
فبقى سندولا و الطائفى متكلم فيهما فى إسناد واحد و فى كتاب من كتب المتأخرين
فبقى الحديث على نكرته و ضعفه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قول دستور عند الاستئذان

الضفدع و نار إبراهيم

كلمات من ذهب للشيخ عطية الله الليبى رحمه الله