لم يسمع ابن لهيعة من عمرو بن شعيب



الحمد لله رب العالمين و به نستعين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله أما بعد.....
فقد مر علىّ كلام البعض عن سماع ابن لهيعة و تحديثه عن عمرو بن شعيب و وجدتهم يردون كلام الإمام أبى حاتم الرازى رحمه الله فى المراسيل بطريقة فيها انتقاص منه و كأنه لا يدرى ما يقول و حجتهم ورود صيغة التحديث من ابن لهيعة فى بعض رواياته عن عمرو
و هنا وقفات
الأولى يجب معرفة قدر الأئمة الحفاظ النقاد و التريث قبل مناقشة كلامهم بدلائل واهية
ثانيا لم يقل هذا أبو حاتم فقط و هذا يأتى
ثالثا الكلام عن مسألة قبل جمع ما فيها قدر الاستطاعة شر كبير
رابعا الراجح فى ابن لهيعة رحمه الله هو الضعف مطلقا
خامسا نص الأئمة على عدم سماع الراوى أقوى من تصريحه بالسماع خاصة مع الضعفاء و المتكلم فيهم من أمثال ابن لهيعة
سادسا أنقل كلام أبى حاتم أولا ثم غيره من الأئمة رحمهم الله
....................
قال ابن أبى حاتم فى المراسيل
 
سمعت أبي يقول لم يسمع ابن لهيعة من عمرو بن شعيب شيئا
...................
و من تهذيب التهذيب
قال ابن المديني عن ابن مهدي لا أحمل عنه قليلا ولا كثيرا. ثم قال عبدالرحمن كتب إليّ ابن لهيعة كتابا فيه حديث عمرو بن شعيب .قال عبد الرحمن فقرأته على ابن المبارك .فأخرجه إلي ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة قال أخبرني إسحاق وأبو فروة عن عمرو بن شعيب .
وقال أحمد بن حنبل :كتب عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو بن شعيب.
و قال يعقوب الفَسَوى فى المعرفة و التاريخ
 سمعت ابن أبي مريم يقول : كان ابن لهيعة يقرأ من كتب الناس ، ولقد حج قوم من أهل مصر فقدموا وصاروا إلى ابن لهيعة وذاكرهم فقال :
هل كتبتم حديثا طريفا؟ فقال له بعضهم : حديث القاسم العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيتم الحريق فكبروا ) فقال ابن لهيعة : هذا حديث طريف . قال فرأيت بعد يجيء الرجل فيسأله حدثك عمرو بن شعيب؟ فيقول : لا انما حدثنا بعض أصحابنا - يسميه - . قال : ثم وضعوا في حديثه عن عمرو بن شعيب فكان يقول كم شاء الله إذا مروا بهذا الحديث : هذا حديث بعض أصحابنا عن عمرو . قال : ثم سكت ، فكانوا يضعون عليه في جملة حديث عمرو بن شعيب فغيروها .
...............
فهذه نصوص من أئمة تدل على سماعه بواسطة عن عمرو ثم تحديثه بعد ذلك عنه بإسقاط الواسطة و كذلك على إدخال أحاديث عليه.
و فى سؤالات الآجرى لأبى داود
سمعت أبا داود يقول إنما سمع ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب ثلاثة أشياء أو أربعة أشياء.
.................
و لو صح كلام أبى داود أنه لم يسمع غير هذه الثلاثة أو الأربعة فمع عدم النص على ما سمعه منه تظل المشكلة كما هى خاصة مع ضعفه
فنحن بين أن يكون حديثه عن عمرو بن شعيب معلول به أو به و بالانقطاع.
ثم لننظر اهتمام بعض الأئمة بذكر كلام أبى حاتم عن هذه المسألة
 فى نصب الراية للزَّيلَعى قال
وَأَمَّا حديث حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ1 عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لَا يُقَادُ وَالِدٌ مِنْ وَلَدِهِ" ، انْتَهَى. قَالَ فِي التَّنْقِيحِ: وَابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَمْ يَسْمَعْ ابْنُ لَهِيعَةَ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ شَيْئًا...
و فى البدر المنير قال ابن المُلَقِّن
رَابِعهَا : (من) حَدِيث ابْن لَهِيعَة ، ثَنَا عَمْرو بن شُعَيْب ، عَن أَبِيه ، عَن جده مَرْفُوعا : «لَا يُقَاد وَالِد من وَلَده ، وَيَرِث المَال من يَرث الْوَلَاء» . رَوَاهُ أَحْمد فِي «مُسْنده) من هَذَا الْوَجْه عَن ابْن لَهِيعَة بِالتَّحْدِيثِ ، وَقد قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ : لم يسمع ابْن لَهِيعَة من عَمْرو بن شُعَيْب شَيْئا .
.............
فمع وجود التحديث لكنهما ذكرا كلام الإمام أبى حاتم رحمه الله لمعرفتهما بقدر كلامه.
و قد مر معنا سؤال ابن لهيعة من جاؤوه عن حديث طريف فذكروا حديث التكبير لإطفاء الحريق....و العجيب تجده هو رواه بعد ذلك عن عمرو بن شعيب
ففى الدعوات للبيهقى قال  أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان حدثنا أحمد بن عبيد  الصفار حدثنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي حدثنا كامل بن طلحة حدثنا  ابن لهيعة حدثنا عمرو بن شعيب عن أبيه  عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ( استعينوا على إطفاء الحريق بالتكبير ) ) .
و فى أطراف الغرائب و الأفراد للدارقطنى بترتيب محمد بن طاهر المقدسى
حديث : إذا رأيتم الحريق فكبروا .... الحديث .
تفرد به عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش ، عن أبي ربيعة ، عن عمرو.
ولم يروه عن القاسم بن عبد الله العمري .
وسمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس ، عن القاسم العمري ونسبه عن عمرو بن شعيب .
..............
فهذا نص من الإمام الدارقطنى يؤكد ما مضى.


و قد صرح بالتحديث فى حديث لَا يُقَادُ وَالِدٌ مِنْ وَلَدٍ فى مسند الإمام أحمد
و ستجد هذا الحديث  فى الديات لابن أبى عاصم رواه المثنى بن الصباح عن عمرو و قد مر معنا من التهذيب قول أحمد "كتب عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو بن شعيب".


و الحمد لله رب العالمين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قول دستور عند الاستئذان

الضفدع و نار إبراهيم

كلمات من ذهب للشيخ عطية الله الليبى رحمه الله