هل النصر لا يأتى إلا بوجود الليبروعلمانيين

الحمد لله  كما ينبغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله أما بعد....
انتشرت فكرة  قد تصل لاعتقاد عند بعض أبناء الإسلام أن النصر على الأنظمة العلمانية لن يأتى بالمسلمين الواضحين فى نصرة الشريعة وحدهم
و يرون ضرورة وجود بعض العلمانيين و الليبراليين الأقل شرا و أكثر إنصافا من الأنظمة فى صفنا
و يرون أن هذه الوسيلة الوحيدة كى يتركنا الغرب نُسقط هذه الأنظمة...
و أقول بعون الله رادا على هذه الفكرة الشيطانية و لنقل الشبهة
1-هل النصر من عند الله أم من عند الغرب و كيف يليق بمسلم أن يفكر هكذا 
و أين التوكل على الله
لا أرى هذا التفكير يتفق مع التوكل الذى هو عبادة
2- لو رضينا بالتوافق "النفاق" و الوقوف معهم فى صف واحد فتوجد إشكاليات
أولا هم لا يرضون بنا
ثانيا هم سيرفضون إقامة الشرع
ثالثا لو قلتم هذه مرحلة ثم سنقيم الشرع إذن فكل الذى فعلتموه هو تأجيل الصدام 
3-النظر فى تجربة الإخوان المسلمين بكل ما فيها من ميوعة مع هذه التيارات يرى أن نهايتهم كانت على أيديهم
4-تجربة النور الحالية أثبتت و لنقل أكدت أنهم لن يرضوا بك ما لم تنحرف عن الحق
5-النظر فى التاريخ يجعلنا نرى تجارٍب كثيرة من هذا الصنف كيف انتهت
فمثلا السلطان عبد الحميد الثانى رحمه الله كان خليفة عثمانيا فيه خير لكن عندما تقرأ مذكراته تجده يتسامح فى أمور لا يصلح فيها التسامح مع بطانته و رجال الدولة و يعين فى مناصب بعض من وقعوا فى أخطاء كبيرة
فماذا كانت نهايته....عزلوه بأسلوب منحط  و لم يكرموه بعد عزله
و للتنبيه الرجل وقف فى وجه إقامة اليهود دولة فى فلسطين و كان يدرك كثيرا مما حوله و أنصح بقراءة مذكراته "و هى على الشبكة"
فمن تتهاون معهم و هم على غير منهجك أغلبهم سيكون أول من يطعنك
6-و انظروا للعلمانيين و الليبراليين كيف موقفهم من قتلانا و معتقلينا و مصابينا تعرف مدى كرههم لنا
هم يرضون بأى حكم ينهى الإسلام و أهله ثم يحاولون هم التفاوض معه بعد القضاء علينا
7- انظروا لتجارب اليابان و الصين و غيرهما هل قاموا إلا بتمسكهم بهويتهم و بتعبهم كشعوب و إن كانوا كفارا
8-عندما تفكر فى حل فكر فى العاقبة
و العاقبة أنهم لا يرضون بشرع الله و لا يرضون بك حاكما عليهم
9-و اعلم أن دورك هو العمل و ليس النتائج
10- انتبه ....قال ربنا عز و جل عن المنافقين "لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"

و الحمد لله رب العالمين و أسألُ الله التوفيق و السداد


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قول دستور عند الاستئذان

الضفدع و نار إبراهيم

كلمات من ذهب للشيخ عطية الله الليبى رحمه الله